https://alwadiforasianstudies.com/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

هناك تماثل كبير بين شخصيتي مودي رئيس وزراء الهند، مع زميله رئيس وزراء اسرائيل . وقد وصل هذه التماثل الى حد التطابق عمليا في كثير من الصفات والمواقف  وساشرح ذلك :

كلا السياسيين ينتميان الى حركتين  متطرفتين سياسيا وايدولوجيا : مودي زعيم حزب بهارتيا جناتا ، ونتنن ياهو زعيم حزب الليكود. وقد ابدى مودي اعجابه الشديد جدا بالحركة الصهيونية ، واعتبرها مثالا له .ولذلك ، وعلى غرار مقولة اسرائيل الكبرى والمهيمنة في الشرق الاوسط  التي  اطلقها نتنياهو  ، يسعى مودي الى تحقيق  خطة  الهند الكبرى “آخاند بهارات ” ، التي تتضمن هيمنة الهند على  كامل شبه الجزيرة الهندية ، اضافة الى الدول  المجاورة ، مثل بنغلاديش والباكستان وشريلانكا وافغانستان ومينامار  وحتى اجزاء  من الصين ، وهي التيبت  .

وكلا الشخصين – واعني مودي ونتنياهو- يقودان حزبين معروف عنهما التطرف القومي والعنصرية : فالليكود يمارس سياسة عنصرية  ضد العرب والفلسطينيين ، ويعمل على تأسيس دولة قومية يهودية ،ويناهض الاسلام . وحزب مودي يعادي المسلمين ويعمل على  بناء دولة هندوسية  “نقية ” وخالية من كل الاعراق الغريبة .  اضافة الى ذلك فقد ” ادعى الزعيمان وجود  جسور ” تاريخية ” للتلاقي بين  الهند واسرائيل  ،  اهمها الفبركات حول وجود قبائل يهودية في الهند،  في طليعتها قبيلة ” بني منشيه ”  ،التي ابتدعت  اساطير عن اصلها اليهودي. وفي عام 2014 ، وهوعام وصول مودي الى السلطة في الهند، اصبحت هذه الاساطير واحدا من اركان التقارب بين الليكود وبهاراتيا جناتا.  حيث سمح مودي لاعضاء تلك القبيلة بالهجرة الى اسرائيل .وكان نتنياهو قد اعترف عام 2012 بالاصل اليهودي لتلك القبيلة الهندية ، واصدر قانونا يجيز لها الهجرة واكتساب الجنسية الاسرائيلية .  وهناك اليوم مئات من افراد تلك القبيلة ،يقاتلون على الخطوط الامامية مع الجيش الاسرائيلي .

هذا التماثل في العقلية بين نتنياهو ومودي ، سمح بتطوير علاقات استرتيجية بين الجانبين ، وقد باتت الهند اكبر مشتر للاسلحة الاسرائيلية في العالم ، اضافة الى التعاون الامني والاقتصادي .

ويمكن ان نعثر هلى هذا التماثل بين الرجلين في طريقة  السعي لخروجهما من الازمات التي تعصف بهما .

فقد استثمر نتنياهو هجوم حماس  في اكتوبرعام 2023  ، للخروج من دوامة الازمات والاتهامات التي حاصرته ، عبر شن عدوان واسع على الشعب الفلسيطني ، وتهديد دول الجوار.

ويسلك  مودي الطريق نفسه  ، فهو يستثمر الهجوم الذي شنته الاسبوع الماضي المعارضة المسلحة في كشمير ، من اجل الخروج  عبر – اشعال  حرب مع باكستان – من الازمات التي تحاصره من كل حدب وصوب . وهذه الازمات  هي : تراجع شعبية الحزب الحاكم في الهند في الانتخابات الاخيرة لصالح المعارضة . وتفاقم  الاوضاع الداخلية وفي طليعة ذلك تحرك ” طبقة المنبوذين ” ، وازدياد الاوضاع المعاشية للهنود سوءاً.  وعلى الصعيد الخارجي ، فقد مني مشروع مودي  الخاص باقامة الهند الكبرى ، بنكسة كبيرة  ،عندما فقد اهم اركانه ،وهو بنغلاديش .كما يزداد التوتر في علاقات الهند مع الصين ، التي  بادرت  مؤخرا الى  تزويد الباكستان باسلحة نوعية هجومية ، وهو امراثارقلق نيودلهي .

هذه العوامل كلها ،  تزيد من اخطار اقدام مودي على تكرار ما فعله نتنياهو في الشرق الاوسط ، وخاصة ،  ان يلجأ مودي الى  اشعال الجبهة مع الباكستان، لصرف انظار الهنود عن الازمات الداخلية التي  تحاصر رئيس الوزراء الهندي ، وكذلك عن كارثة  خسارة بنغلاديش . ولا احد يتمنى تشوب حرب شاملة بين الهند والباكستان  وآمل ، ان يتحرك حكماء الهند، لمنع مودي من  المضي قدما  في مقامرته الخطيرة تلك ،وتكرار ما فعله صديقه الحميم نتنياهو.

30/4/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − أربعة عشر =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube