
كتب محمد خير الوادي :
لم تترك القيادة الايرانية سبيلا، لأي شكل من اشكال التضامن العربي، الشعبي او الرسمي معها في وجه العدوان الاسرائيلي . فطهران الرسمية اغلقت كل فرص التفاهم والتقارب مع الشعوب العربية ، ومارست نهج التعالي والغرور في التعامل مع العرب . وكلنا يذكر ، كيف كان المسؤولون الايرانيون يفاخرون ” باحتلالهم ” لاربع عواصم عربية ،وكيف كانوا يحتفون بعنجهية باقامة ” الهلال الشيعي ” الممتد من المحيط الهندي الى البحر المتوسط . وينبغي ان لا تغيب عن الذهن ،الافعال الشنيعة التي اقترفها اذناب ايران بحق جيرانهم من دول الخليج العربي ، و كيف غذت طهران ودعمت ،الميليشيات الطائفية في كل من لبنان واليمن والعراق . ولن ينسى السوريون ما عانوه من قتل وتدمير وتهجير على يد ميليشيات ايرانية، حشدتها طهران من كل اصقاع المنطقة ،” للثأر من الشعب السوري” المسالم ، تحت شعارات معاداة اسرائيل ،ودعم محور الصمود والتصدي .
لم تترك ايران لها صديقا في المنطقة ، ولذلك ، باتت اليوم معزولة ومكشوفة في مواجهة العدوان الصهيوني المدان .
نحن نأمل ، ان تدفع الضربات العسكرية الاسرائيلية التي توجها الان اسرائيل الى ايران ، القيادة الايرانية ، الى اعادة التفكير بسياستها السابقة الخاطئة ، وان تعود الى رشدها ، وتتخلى عن اوهامها وخططها الرامية ،الى احياء الامبراطوية الفارسية على انقاض العرب ، وان توقف نهج تصدير الثورة وفرض التشٌيع وولاية الفقيه، وان تسلك اسلوبا جديدا قائما على التعاون والتضامن واحترام الآخرين ، والحفاظ علاقات طيبة مع جيرانها ،وعدم التدخل في شؤونهم .
لقد عزلت طهران نفسها عن محيطها العربي والاسلامي ، وهذه العزلة ،هي التي اغرت اسرائيل على القيام بعدوانها الحالي على ايران . ونأمل ان تستوعب القيادة الايرانية هذه الحقيقة وهذا الدرس ،وان تبادرالى التخلي فورا عن سياستها السابقة ،التي الحقت اضرار فادحة بالشعب الايراني وبالدول العربية ،وبفرص الاستقرار والازدها في المنطقة كلها .
13/6/2025