
كتب محمد خير الوادي :
يرقى اتفاق دمج قسد في هياكل الدولة السورية ،الى مصاف الاحداث التاريخية الكبرى ،بسبب النتائج الايجابية التي سيفرزها على الوضع في سورية والمنطقة.
فعلى الصعيد السوري ، صدٌع الاتفاق خطط تقسيم سورية ، واربك جميع الاطراف التي كانت تخطط لذلك او تفكر به . وبعد هذا الاتفاق ، ستجد اية جهة تفكر بالتقسيم او تحلم به نفسها وحيدة، ضعيفة ومدانة وطنيا .
والاهم من ذلك ، ان هذا الاتفاق سينزع اخطر فتيل للصدام والتوتر والحروب الداخلية ،التي انهكت سورية ، وسيفتح ابوابا واسعة امام السلم الاهلي والاستقرار . فالاتفاق يجسر اخطر شرخ داخلي وطني اصاب المجتمع السوري ، وخلف حالة من الشك والعداء بين ابناء الوطن الواحد.
والاتفاق المذكور ، سينعكس خيرا على مستوى حياة السوريين لانه سيتيح لهم الاستفادة من ثروات البلد وخيراته ، من نفط وغاز وحبوب وماء وكهرباء ، وهي الثروات التي حُجبت عن معظم السوريين سنوات طويلة ، وتسبب ذلك في نشوب أزمات حادة في معيشة المواطنين . وسيعجل الاتفاق في مسيرة المعافاة الاقتصادية واعادة البناء ، وتطوير سورية في المجالات كافة .
كما سيعزز الاتفاق ذاته الوحدة الوطنية ، عبر ادماج كل مكونات الشعب السوري في هياكل الدولة والادارة ، وينوع الحياة السياسية ويغنيها ،ويعمق الديمقراطية والحريات العامة ، وهي امور افتقدها المجتمع السورية خلال نظام الاسد الاب والابن البائد .
وعلى الصعيد الخارجي ، ستنتج عن الاتفاق موجات وتفاعلات ايجابية في المنطقة . اهمها، انه سيساعد كثيرا في حل المشكلة الكردية المزمنة في تركيا ، وهو امر سينهي مسوغات الصدامات التي كانت تحدث بين تركيا والاكراد في دول المنطقة .وسيسحب الاتفاق البساط من تحت اقدام التدخل الاسرائيلي في شؤون سورية ، ويفتح مجالات جديدة لتطبيع العلاقات السورية مع دول الاتحاد الاوربي. وغيرها . وفي هذا المجال ، لا بد من الاشارة ، الى ان الامريكيين ابدوا مواقف ايجابية تجاه الاجتماعات الى قادت الى هذا الاتفاق ، وهذا مؤشر ايجابي على امكانية تحسين العلاقات السورية الامريكية .
في الختام ، آمل ان يتم ينفيذ الاتفاق خلال المدة المتفق عليها . والمؤشرات الموجودة تشير الى رغبة قيادة قسد وجدية الحكومة السورية في تنفيذ كل بنود الاتفاق المذكور قبل نهاية العام الجاري .
11/3/2025