https://alwadiforasianstudies.com/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

كتب محمد خير الوادي :

 

حان الوقت – من وجهة نظري – لنسمي الامور بمسمياتها الحقيقية حيال الحرب التي انفجرت بين اسرائيل وايران . فهذه الحرب  لم تبدأ من اجل فلسطين وقضيتها ، بل نتيجة لاصطدام مروع بين مشروعي الهيمنة الاسرائيلي –  الايراني على المنطقة ،  وسعي كل طرف لتعزيز نفوذه وتواجده في الشرق الاوسط . والتطورات التي جرت خلال الفترة الماضية تؤكد ذلك .   فقد بذلت  القيادة الايرانية  خلال السنوات الماضية جهودا محمومة ، لتوسيع نفوذها في المنطقة على حساب العرب . ولذلك  اشادت  الهلال الشيعي ، الذي  بدأ من اليمن ومر بالعراق وسورية ولبنان . وكانت شهية طهران مفتوحة جدا لتوسيع هذا الهلال على حساب دول الخليج ، ومصر . وفي الوقت نفسه، لم يخف نتنياهو نياته في العمل على  تمكين اسرائيل من الهيمنة على الشرق الاوسط ، ومنع اية قوة اخرى من فعل ذلك . وهذا يعني عمليا ، ان تل ابيب لا ترغب في تقاسم هذه الهيمنة مع احد ، لا مع تركيا ولا مع ايران ، التي سترت طموحاتها  التوسعية ، بغطاء القضية الفلسطينية ،وبشعارات محور الصمود والتصدي المعادي لاسرائيل  .  وقد استشعر نتنياهو الخطر  – خاصة – عقب الانباء التي انتشرت مؤخرا، واكدتها وكالة الطاقة الذرية الدولية ، والتي تفيد ، ان ايران باتت على بعد خطوات معدود من امتلاك القنبلة النووية . ويدرك الاسرائيليون،انه في حال تم ذلك ، فان طهران ستصبح عقبة حقيقة في طريق تنفيذ مشروع الهيمنة الاسرائيلية في المنطقة ، وان القيادة الايرانية  ستزداد –  عندئذ  – اصرارا على  بناء مزيد من قلاع النفوذ الايراني في المنطقة ، وتعويض ما خسرته في سورية   .

انه صدام بين وحشين دمويين كاسرين ، وبين عدوين لدودين للعرب ولقضاياهم ،هدفهما ابتلاع  اكبر كمية ممكنة من الغنائم على حساب العرب .

 من جانب آخر ،فان هذا الارتطام الهائل بين النفوذين الاسرائيلي والايراني ،  يولد فرصة تاريخية امام لعرب ، للتحرك وانتزاع زمام المبادرة من الايادي الاسرائيلية والايرانية . وساشرح ذلك . فمن جهة ، نقلت هذه الحرب  نقطة التركيز – مؤقتا – في  الجهود الاسرائيلية الايرانية ،من  السعي للاستحواذ على مزيد من الغنائم العربية ،الى  مجال تصفية الحسابات بين طرفي الحرب . وهذا سيشغل  الوحشين  ببعضهما  البعض.اضافة الى ذلك ، فان الصدام الاسرائيلي الايراني ، يستنزف الجانبين ويضعفهما ،ويلحق  بهما جروحا عميقة ، قد تتطلب علاجا يستمر سنوات . ولذلك ، فانني اعتقد ، بان امام العرب اليوم فرصة قد لا تتكرر، من اجل لم شملهم ، واعادة صياغة اوضاعهم ، بما يجعلهم اصحاب القرار، في تقرير  حاضر هذه المنطقة ومستقبلها .

وبهذا الخصوص ، فانني – كمواطن عربي –  ، اتوجه الى  قادة دول الخليج العربي ومصر ، للتحرك من اجل لم الشمل العربي  ، واعادة الروح الى التضامن العربي ، واحياء مؤسسات العمل العربي المشترك  المجمدة .  لقد باتت الظروف اليوم مهيأة  لجهد بناء، هدفه انتشال الواقع العربي من واقعه المزري ، ووضعه على سكة التقارب  والتصالح والعمل والتعاون  . وأوكد مرة اخرى ، ان هذه فرصة  تاريخية قد لا تتكرر.

15/6/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة − ثلاثة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube