https://alwadiforasianstudies.com/wp-content/uploads/2020/07/CAC.png

بعد ايام قليلة سيبدأ في  مدينة ينتشوان عاصمة مقاطعة نينغشيا الصينية والواقعة على النهر الاصفر ،أهم حدث اقتصادي في العلاقات العربية الصينية ، المتمثل  في المعرض الاقتصادي

والتجاري العربي الصيني .ومقاطعة نينغشيا كانت عبر التاريخ معبرا  لقوافل  العرب والمسلمين التجارية قبل نحو ألف عام، ولقادمة  من صحراء العرب إلى صحراء المقاطعة التي تقع في قلب الصين تقريبًا، والتي تشق دربها حاليًا لإعادة إحياء طريق الحرير عبر مبادرة “الحزام والطريق”،. كانت المقاطعة ك ممرا العرب والمسلمين قديمًا إلى الأسواق الصينية، وصولاً إلى مهبطهم الأول في بلاد التنين بمدينة شيآن في محافظة شانشي، وحاليًا تسعى لكي تكون جسرًا للتواصل بين الصين والدول العربية.

تشكل نينغشيا واحدة من مهد الحضارة القديمة للأمة الصينية، وحديثًا تأسست كمنطقة ذاتية الحكم لقومية هوي فى عام 1958 وتبلغ مساحتها 66400 كيلومتر مربع، ويتبع لها 5 مدن على مستوى المنطقة، و22 محافظة (مدينة ومنطقة)، وفي نهاية عام 2018 بلغ إجمالي سكانها 6.8811 مليون نسمة (تمثل قومية هوي منهم نسبة 36.55%).

 

طفرة في الناتج المحلي الإجمالي

 

في عام 2018 حققت نينغشيا إنتاجًا إجماليًا قدره 370.72 مليار يوان بنمو قدره 7% على أساس سنوي، وبلغ الدخل المالي المحلي 44.443 مليار يوان محققًا نموًا قدره 8.2%، فيما بلغ إجمالي مبيعات التجزئة الاستهلاكية المجتمعية 93.576 مليار يوان، محققًا نموًا قدره 4.8%، وبلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل المتاح 22400 يوان محققا نموا قدره 8.9%، بما في ذلك متوسط دخل الفرد المتاح في الحضر الذي بلغ 31895 يوان محققًا نموا قدره 8.2%، أما متوسط نصيب الفرد المتاح في الريف فقد بلغ 11708 يوان محققا نموا قدره 9%.

 

تقع نينغشيا على ارتفاع 1100 متر تقريبا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ متوسط درجة الحرارة بها 8 درجات مئوية، وتمتاز بمناخ معتدل طوال العام حيث لا تصاب بالصيف الحارق ولا الشتاء القارس، وتقع 4 مدن بها على ضفاف النهر الأصفر، أما طبائع سكانها فهي نفس طبائع العرب والمسلمين، فتجدهم أهل كرم يرحبون بالضيف ويقدمون له واجب الضيافة، ويمتازون بالوحدة الوطنية والالتزام الديني مع تعايش منسجم بين مختلف القوميات .

 

بفضل الميزة المناخية، ومرور النهر الأصفر كشريان حياة وسط أراضيها، برزت الزراعة كأحد أهم روافد الاقتصاد في نينغشيا، لدرجة أنها باتت واحدة من 12 قاعدة لإنتاج الغذاء في الصين، وتتوفر على موارد مائية غنية حيث يبلغ إجمالي مياه النهر الأصفر السنوي القابل للاستغلال 4 مليارات متر مكعب، ويمثل قطاع إنتاج الحضض “ثمرة تشبه الطماطم ولونها كحجر العقيق”، قطاعًا إنتاجيًا استراتيجيا، يوجه معظمه للتصدير وجزء منه للسوق المحلية، حيث تبلغ إجمالي مساحة زراعة الحضض في أحدى المناطق 1.5 مليون متر مربع، وله فوائد صحية وطبية متعددة يستخدم في العقاقير العشبية.

 

صناعة لحوم الأغنام

 

كما يمثل السفح الشرقي لجبل خلان واحدة من المناطق الذهبية عالميا التي تلائم زراعة العنب، حيث تزرع تلك المنطقة قرابة 750 ألف متر مربع ملحق بها 86 مصنعا للنبيذ، فضلا عن كون نينغشيا أحد أهم مناطق إنتاج لحوم الأبقار والأغنام والحليب وهي الصناعة التي ورثوها عن أجدادهم العرب، وقد تم اختيارها طعاما في مناسبات كبرى مثل قمة شانغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة تشينغداو 2018، وقمة البريكس المنعقدة بمدينة شيامن عام 2017، وقمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدنية هانغتشو عام 2016.

 

معقل الأطعمة الإسلامية

 

تعتبر نينغشيا أكبر معقل للأطعمة الإسلامية، وقد شجعت الحكومة المحلية تلك الصناعة لتلبية احتياجات المسلمين في أنحاء الصين، فضلاً عن أن حجم السوق الاستهلاكية لها يقدر بقرابة 150 مليار دولار أمريكي، وتؤكد الأرقام أن أكثر من ملياري إنسان يستهلكون الأطعمة الإسلامية الحلال في العالم، من بينهم 1.5 مليار مسلم، وتتمتع نينغشيا بظروف فريدة وموارد جيدة لتنمية صناعة الأطعمة الحلال ومستلزمات المسلمين، باعتبارها المنطقة الذاتية الحكم الوحيدة لقومية هوي، وتعتبر إحدى المناطق الرعوية الخمس الكبرى في الصين، وتعتبر اللحوم الحلال من المنتجات المتخصصة في نينغشيا ومن الصناعات الست الرئيسية الاستراتيجية الكبرى التي تبذل جهودا في تطويرها.

 

معبر الطاقة

 

تحتل المقاطعة المركز السادس في احتياطيات الفحم الحجري، ويبلغ إجمالي القدرة المركبة من الطاقة الكهربائية بنينغشيا 47.148 مليون وات، وتمثل الطاقة الجديدة المركبة نسبة 39% منها كما تتوفر على إمكانيات تطويرية هائلة، وتقع نينغشيا أيضا في “منطقة الحلق” لخط أنابيب نقل الغاز من غرب إلى شرق الصين، ويعبر أراضيها سنويا ما متوسطه 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

 

البتروكيماويات

 

أما على صعيد صناعات الفحم الكيميائية فقد أصبحت شرق نينغشيا قاعدة للفحم الحجري والطاقة الحرارية والصناعات البتروكيماوية، وحقق مشروع تحويل الفحم إلى سوائل الذي هو الأكبر حجما عالميا من حيث التركيب بوحدة واحدة والذي تبلغ طاقته 4 ملاييـن طن، وفيما يتعلق بصناعة المعدات فقد تبلورت في نينغشيا 8 قطاعات متميزة تشمل ماكينات مناجم الفحم ومعدات الطاقة الجديدة وأدوات آلات التشغيل والعدادات، وتأسست بذلك سلسة انتاجية متكاملة نسبيا.

ويحتوي المعرض على اقسام تظهر اقاتصاديات تلك المنطقة المختلفة ، لا سيما في القطاع الزراعي ، حيث باتت نينغشيا التي تقطنها اغلبية مسلمة من قومية الهوي ، مركزا اساسيا لانتاج اللحوم الحلال  التي تصدر الى عدد كبير من الاسواق العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − خمسة =

Share via
Copy link
Powered by Social Snap
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On Youtube